الوطنيـــــة
ـ ما عجبت لأحد قط عجبي ممن يدعي الوطنية ، ويزعم أنه يفدي الوطن بدمه وماله ، ثم تراه شديدا في تخريب صياصيه ، بما يأتيه من ضروب النكاية فيه .
ـ ليس كل من ينادي بالوطنية وطنيا ، حتى تراه عاملا للوطن بما يحييه باذلاً ما عزّ و هان في سبيل ترقيه يسعى مع الساعين في إعلاء شأنه ، ، وينصب مع الناصبين في حفظ كيانه .
ـ أمّا من يسعى فيما يفتُّ في عضُده ، و يكسر في ساعده ، فقد بعُد ما بينه وبين الوطنية ، ولو رفع عقيرته ، وملأ الأقطار صراخًا ، ونادى في الأمة : أنْ أني من الوطنيين المخلِصين . الوطنية الحق هي حبّ إصلاح الوطن ، والسعي في خدمته . والوطني كل الوطني من يموت ليحيا وطنه ، و يمرض لتصحّ أمته .
ألا إن للوطن على أبنائه حقوقا ، فكلما لا يكون الابن ابنًا حقيقياً حتى يقوم بواجب الأبُوة ، فكذلك ابن الوطن ، لا يكون ابنًا بارًا حتى ينهض بأعباء خدمته ، ويدفع عن حِماه المؤذين ، ويذود عن حِياضه المدلِّسين
ـ و من هذه الحقوق تكثير سواد المتعلِّمين ، المتخلِّقين بصحيح الأخلاق ، المغروس في قلوبهم تلك الحكمة المشهورة : " حبّ الوطن من الإيمان " وذلك لا يكون إلا ببذل المال في سبيل المصالح العامة، وإفراغ الوسع في تشييد المدارس ، التي تنفُثُ في روع النابتة روح الوطنية ، وتنبت في نفوسهم غراس الفضيلة والعمل الصالح ، و تُهيبُ بهم لينهضوا – متى بلغوا الرجولية – إلى خدمة هذا الوطن التعس . الذي ضره أبناؤه ، أكثر مما ضّر به أعداؤه .
ـوعن هؤلاء النابتين تصدر مقومات الحياة لهذه الأمة التي كادت بسبب خمولها وجمودها – تكتب في الأسفار الأمم المُنْدرِسة .
متى نشأ هؤلاء التلاميذ – الذين يربون تلك التربية الصحيحة –ودخلوا معترك الحياة الاجتماعية ، كان منهم ما لا عين رأت . ولا أذن سمعت ، ولا على خطر على قلب بشر .
ـ التربية الحق روح الحياة والعلم دم الوطن . ولا تمكننا الحياة السعيدة إلا بها ، فالتربية تدفع إلى السعي والعمل ، والعلم يرشد إلى الطريق السعادة .
ـ نحن في حاجة إلى المصانع الوطنية . والتجارة الوطنية : لتنال البلاد الاستقلال الاقتصادي ، وتتخلّص من نير الحاجة إلى الأجانب فمن سعى نحو استقلال الوطن وتخليصه من مدّ يده إلى غيره ، كان الرجل الوطني الذي تنحني أمامه الرؤوس إجلالاً .
ـ إن لكل نتيجة مقدّمات . ومقدّمات الاستقلال تربية الناشئين وتعليمهم ليكونوا يد الوطن العاملة ، وروحه المقوِّمة ، ودمه الجاري في عروقه ، فعلِّموا الأولاد ، تسعد البلاد .
ـ حب الوطن ملكة من ملكات النفس ، لا ينكرِها إلا الأفّاكون أو الواهمون وإنما يصدِف النفس عن هذا الحبّ فساد في التربية ، أو خلل في الدِّماغ ، أو عرق كان أجنبياً فهو يدفع الدّخيل إلى معاداة وطن فيه وُلِدَ ، وفي أرضه نشأ ، وبلبانه تغذى ، ويجعله يحن إلى أرض لم يعرفها ، سوى أنها كانت منشأ أبيه أو آبائه من قبل ، ويشوقه إلى قوم يعرف عنهم ولا يفهم لغتهم ، ولا تجمعه بهم جامعة ، سوى انه كان منهم ، ويا ليت من كان مثله ، يكتفي بذلك الحنين فلا يسعى لانتقاص وطن آواه ونصره ، بعد أن لفظت آباءه بلادهم لفظ النواة ، ولا يعمل لإحباط كل مسعى يسعى لإنهاضه.
فإليك ، أيها الناشئ الكريم ، تُبسط يد الرجاء ، فانهض ، رعاك الله ، للعلم ، وتخلّق بأخلاق أسلافك ، فإنّ الوطن يناديك : إني لك من المنتظرين .
واحذر أولئك الدسّاسين ، وتيقَّظ لحبائلهم ، وتنبَّه لشرورهم ، فهم داء وطنك العُضال ، والسَُّّمُّ القتال . وما نهك الوطن من قبلُ ، وما يعمل على إضعافه من بعد ، إلا هؤلاء المجرمون . فإنهم أعدى الأعداء وأدوى الأدواء .
فكن عليهم الخطبُ النازل ، والداء القاتل ، والموت الزّؤام ، والعين التي لا تنام . وإياك أن يطيب لك المقام ، قبل أن تريش السهام ، وتقف بالمرصاد ، لأهل الفساد .
فحقق الأمل يحي بك الوطن .
ـ ليس كل من ينادي بالوطنية وطنيا ، حتى تراه عاملا للوطن بما يحييه باذلاً ما عزّ و هان في سبيل ترقيه يسعى مع الساعين في إعلاء شأنه ، ، وينصب مع الناصبين في حفظ كيانه .
ـ أمّا من يسعى فيما يفتُّ في عضُده ، و يكسر في ساعده ، فقد بعُد ما بينه وبين الوطنية ، ولو رفع عقيرته ، وملأ الأقطار صراخًا ، ونادى في الأمة : أنْ أني من الوطنيين المخلِصين . الوطنية الحق هي حبّ إصلاح الوطن ، والسعي في خدمته . والوطني كل الوطني من يموت ليحيا وطنه ، و يمرض لتصحّ أمته .
ألا إن للوطن على أبنائه حقوقا ، فكلما لا يكون الابن ابنًا حقيقياً حتى يقوم بواجب الأبُوة ، فكذلك ابن الوطن ، لا يكون ابنًا بارًا حتى ينهض بأعباء خدمته ، ويدفع عن حِماه المؤذين ، ويذود عن حِياضه المدلِّسين
ـ و من هذه الحقوق تكثير سواد المتعلِّمين ، المتخلِّقين بصحيح الأخلاق ، المغروس في قلوبهم تلك الحكمة المشهورة : " حبّ الوطن من الإيمان " وذلك لا يكون إلا ببذل المال في سبيل المصالح العامة، وإفراغ الوسع في تشييد المدارس ، التي تنفُثُ في روع النابتة روح الوطنية ، وتنبت في نفوسهم غراس الفضيلة والعمل الصالح ، و تُهيبُ بهم لينهضوا – متى بلغوا الرجولية – إلى خدمة هذا الوطن التعس . الذي ضره أبناؤه ، أكثر مما ضّر به أعداؤه .
ـوعن هؤلاء النابتين تصدر مقومات الحياة لهذه الأمة التي كادت بسبب خمولها وجمودها – تكتب في الأسفار الأمم المُنْدرِسة .
متى نشأ هؤلاء التلاميذ – الذين يربون تلك التربية الصحيحة –ودخلوا معترك الحياة الاجتماعية ، كان منهم ما لا عين رأت . ولا أذن سمعت ، ولا على خطر على قلب بشر .
ـ التربية الحق روح الحياة والعلم دم الوطن . ولا تمكننا الحياة السعيدة إلا بها ، فالتربية تدفع إلى السعي والعمل ، والعلم يرشد إلى الطريق السعادة .
ـ نحن في حاجة إلى المصانع الوطنية . والتجارة الوطنية : لتنال البلاد الاستقلال الاقتصادي ، وتتخلّص من نير الحاجة إلى الأجانب فمن سعى نحو استقلال الوطن وتخليصه من مدّ يده إلى غيره ، كان الرجل الوطني الذي تنحني أمامه الرؤوس إجلالاً .
ـ إن لكل نتيجة مقدّمات . ومقدّمات الاستقلال تربية الناشئين وتعليمهم ليكونوا يد الوطن العاملة ، وروحه المقوِّمة ، ودمه الجاري في عروقه ، فعلِّموا الأولاد ، تسعد البلاد .
ـ حب الوطن ملكة من ملكات النفس ، لا ينكرِها إلا الأفّاكون أو الواهمون وإنما يصدِف النفس عن هذا الحبّ فساد في التربية ، أو خلل في الدِّماغ ، أو عرق كان أجنبياً فهو يدفع الدّخيل إلى معاداة وطن فيه وُلِدَ ، وفي أرضه نشأ ، وبلبانه تغذى ، ويجعله يحن إلى أرض لم يعرفها ، سوى أنها كانت منشأ أبيه أو آبائه من قبل ، ويشوقه إلى قوم يعرف عنهم ولا يفهم لغتهم ، ولا تجمعه بهم جامعة ، سوى انه كان منهم ، ويا ليت من كان مثله ، يكتفي بذلك الحنين فلا يسعى لانتقاص وطن آواه ونصره ، بعد أن لفظت آباءه بلادهم لفظ النواة ، ولا يعمل لإحباط كل مسعى يسعى لإنهاضه.
فإليك ، أيها الناشئ الكريم ، تُبسط يد الرجاء ، فانهض ، رعاك الله ، للعلم ، وتخلّق بأخلاق أسلافك ، فإنّ الوطن يناديك : إني لك من المنتظرين .
واحذر أولئك الدسّاسين ، وتيقَّظ لحبائلهم ، وتنبَّه لشرورهم ، فهم داء وطنك العُضال ، والسَُّّمُّ القتال . وما نهك الوطن من قبلُ ، وما يعمل على إضعافه من بعد ، إلا هؤلاء المجرمون . فإنهم أعدى الأعداء وأدوى الأدواء .
فكن عليهم الخطبُ النازل ، والداء القاتل ، والموت الزّؤام ، والعين التي لا تنام . وإياك أن يطيب لك المقام ، قبل أن تريش السهام ، وتقف بالمرصاد ، لأهل الفساد .
فحقق الأمل يحي بك الوطن .