نادي المعلوماتية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Unborn 8.0 black Pointer

    الوطنيـــــة

    tjr moi mème
    tjr moi mème
    U.C
    U.C


    عدد المساهمات : 122
    نقاط : 5293
    تاريخ التسجيل : 18/04/2011
    العمر : 33

    الوطنيـــــة  Empty الوطنيـــــة

    مُساهمة  tjr moi mème الإثنين أبريل 25, 2011 6:14 pm

    الوطنيـــــة


    ـ ما عجبت لأحد قط عجبي ممن يدعي الوطنية ، ويزعم أنه يفدي الوطن بدمه وماله ، ثم تراه شديدا في تخريب صياصيه ، بما يأتيه من ضروب النكاية فيه .

    ـ ليس كل من ينادي بالوطنية وطنيا ، حتى تراه عاملا للوطن بما يحييه باذلاً ما عزّ و هان في سبيل ترقيه يسعى مع الساعين في إعلاء شأنه ، ، وينصب مع الناصبين في حفظ كيانه .

    ـ أمّا من يسعى فيما يفتُّ في عضُده ، و يكسر في ساعده ، فقد بعُد ما بينه وبين الوطنية ، ولو رفع عقيرته ، وملأ الأقطار صراخًا ، ونادى في الأمة : أنْ أني من الوطنيين المخلِصين . الوطنية الحق هي حبّ إصلاح الوطن ، والسعي في خدمته . والوطني كل الوطني من يموت ليحيا وطنه ، و يمرض لتصحّ أمته .

    ألا إن للوطن على أبنائه حقوقا ، فكلما لا يكون الابن ابنًا حقيقياً حتى يقوم بواجب الأبُوة ، فكذلك ابن الوطن ، لا يكون ابنًا بارًا حتى ينهض بأعباء خدمته ، ويدفع عن حِماه المؤذين ، ويذود عن حِياضه المدلِّسين

    ـ و من هذه الحقوق تكثير سواد المتعلِّمين ، المتخلِّقين بصحيح الأخلاق ، المغروس في قلوبهم تلك الحكمة المشهورة : " حبّ الوطن من الإيمان " وذلك لا يكون إلا ببذل المال في سبيل المصالح العامة، وإفراغ الوسع في تشييد المدارس ، التي تنفُثُ في روع النابتة روح الوطنية ، وتنبت في نفوسهم غراس الفضيلة والعمل الصالح ، و تُهيبُ بهم لينهضوا – متى بلغوا الرجولية – إلى خدمة هذا الوطن التعس . الذي ضره أبناؤه ، أكثر مما ضّر به أعداؤه .

    ـوعن هؤلاء النابتين تصدر مقومات الحياة لهذه الأمة التي كادت بسبب خمولها وجمودها – تكتب في الأسفار الأمم المُنْدرِسة .

    متى نشأ هؤلاء التلاميذ – الذين يربون تلك التربية الصحيحة –ودخلوا معترك الحياة الاجتماعية ، كان منهم ما لا عين رأت . ولا أذن سمعت ، ولا على خطر على قلب بشر .

    ـ التربية الحق روح الحياة والعلم دم الوطن . ولا تمكننا الحياة السعيدة إلا بها ، فالتربية تدفع إلى السعي والعمل ، والعلم يرشد إلى الطريق السعادة .


    ـ نحن في حاجة إلى المصانع الوطنية . والتجارة الوطنية : لتنال البلاد الاستقلال الاقتصادي ، وتتخلّص من نير الحاجة إلى الأجانب فمن سعى نحو استقلال الوطن وتخليصه من مدّ يده إلى غيره ، كان الرجل الوطني الذي تنحني أمامه الرؤوس إجلالاً .

    ـ إن لكل نتيجة مقدّمات . ومقدّمات الاستقلال تربية الناشئين وتعليمهم ليكونوا يد الوطن العاملة ، وروحه المقوِّمة ، ودمه الجاري في عروقه ، فعلِّموا الأولاد ، تسعد البلاد .

    ـ حب الوطن ملكة من ملكات النفس ، لا ينكرِها إلا الأفّاكون أو الواهمون وإنما يصدِف النفس عن هذا الحبّ فساد في التربية ، أو خلل في الدِّماغ ، أو عرق كان أجنبياً فهو يدفع الدّخيل إلى معاداة وطن فيه وُلِدَ ، وفي أرضه نشأ ، وبلبانه تغذى ، ويجعله يحن إلى أرض لم يعرفها ، سوى أنها كانت منشأ أبيه أو آبائه من قبل ، ويشوقه إلى قوم يعرف عنهم ولا يفهم لغتهم ، ولا تجمعه بهم جامعة ، سوى انه كان منهم ، ويا ليت من كان مثله ، يكتفي بذلك الحنين فلا يسعى لانتقاص وطن آواه ونصره ، بعد أن لفظت آباءه بلادهم لفظ النواة ، ولا يعمل لإحباط كل مسعى يسعى لإنهاضه.

    فإليك ، أيها الناشئ الكريم ، تُبسط يد الرجاء ، فانهض ، رعاك الله ، للعلم ، وتخلّق بأخلاق أسلافك ، فإنّ الوطن يناديك : إني لك من المنتظرين .

    واحذر أولئك الدسّاسين ، وتيقَّظ لحبائلهم ، وتنبَّه لشرورهم ، فهم داء وطنك العُضال ، والسَُّّمُّ القتال . وما نهك الوطن من قبلُ ، وما يعمل على إضعافه من بعد ، إلا هؤلاء المجرمون . فإنهم أعدى الأعداء وأدوى الأدواء .

    فكن عليهم الخطبُ النازل ، والداء القاتل ، والموت الزّؤام ، والعين التي لا تنام . وإياك أن يطيب لك المقام ، قبل أن تريش السهام ، وتقف بالمرصاد ، لأهل الفساد .

    فحقق الأمل يحي بك الوطن .


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 10:02 am